بعد جدل شاحنة "جود".. أحزاب المعارضة تتحرك للتصدي لمحاولات استقطاب انتخابية "سابقة لأوانها" من حزب أخنوش
تصاعد الجدل السياسي في المغرب على خلفية الجدل الذي أحدثه مشاهد وصور شاحنة رُصدت تخرج من مرآب إقامة تابعة للناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، بمدينة سيدي إفني، والتي قال نشطاء محليون إنها كانت توزع مساعدة غذائية تحت اسم جمعية "جود"، المحسوبة على حزب التجمع الوطني للأحرار، وهو ما اعتبرته أحزاب معارضة حملة استقطاب انتخابية مبكرة تستوجب المساءلة.
وفي هذا السياق، شجبت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في بلاغ أصدرته أمس السبت عقب اجتماع استثنائي، ما وصفته بـ"استغلال وسائل عمومية في توزيع مساعدات "جود"، موجهة انتقادات لتورط محتمل لمسؤولين في هذه العملية.
وطالب حزب المصباح المنتمي للمعارضة، بفتح تحقيق عاجل في استغلال ممتلكات الدولة في عملية توزيع المساعدات، والتأكد مما إذا كان رجال السلطة شاركوا في تحديد قوائم المستفيدين، مما يشكل، بحسب البلاغ، "مسا بنزاهة العملية السياسية".
ومن جهته، دخل حزب التقدم والاشتراكية على خط هذا الجدل، حيث انتقد أمينه العام، محمد نبيل بنعبد الله، ما وصفه بـ"الذكاء القفي"، في إشارة ساخرة إلى توزيع القفف الغذائية من طرف شاحنات تجوب مختلف المناطق، بنية استقطاب "مبكر" للناخبين قبل حلول الانتخابات التشريعية.
وجاء انتقاد بنعبد الله خلال مائدة مستديرة حول "استعمال الذكاء الاصطناعي في العمل السياسي" يوم الخميس، حيث قال: "نحن نناقش الذكاء الاصطناعي، وآخرون يمارسون الذكاء القفي، وشاحنات تجوب المغرب وتوزع ملايين القفف، وهذه ليست إلا البداية، ولا أحد يتكلم".
وأضاف الأمين العام لحزب "الكتاب" أن من يستطيع إنفاق "مئات الملايين من الدراهم على القفف، يمكنه أن يجلب خبراء في الذكاء الاصطناعي بمبالغ ضخمة"، في إشارة إلى الإمكانيات المالية الكبيرة التي يوظفها حزب التجمع الوطني للأحرار في أنشطته.
ويرى متابعون أن خرجة حزب العدالة والتنمية، وتصريحات بنعبد الله تعكس قلق المعارضة من "التداخل بين العمل الجمعوي والانتخابي"، خاصة في ظل اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وسط تحذيرات من عودة "المال السياسي" إلى الواجهة.
وفي ظل هذا الجدل، من المرتقب أن تتزايد المطالب بضرورة تدخل السلطات لضمان التنافس السياسي النزيه، ومنع أي استغلال للمساعدات الاجتماعية كأداة للتأثير على الناخبين، خاصة من طرف أحزاب المعارضة التي تعتبر نفسها المتضرر الأكبر من هذه الطرق.
جدير بالذكر أن الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، رفض يوم الخميس، تقدم إجابات واضحة بخصوص الجدل الذي أثارته صور لما قيل "شاحنة مساعدات" تقوم بتوزيع مساعدات رمضانية على المواطنين في سيدي إفني تحت اسم جمعية "جود" التابعة لحزب التجمع الوطني للأحرار.
وظهرت بعض صور الشاحنة وهي تخرج من إقامة سكنية مملوكة لأسرة الناطق الرسمي باسم الحكومة، وقد أكد العديد من النشطاء أن هذه الشاحنة كانت توزع مساعدات غذائية على المواطنين، معتبرين أن هذه الخطوة هي "حملة انتخابية سابقة لآوانها".
وخلال الندوة الصحفية، التي أعقبت المجلس الحكومي، الخميس الماضي، تلقى الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، سؤالا صحفيا مباشرا لتقديم توضيحات حول الشاحنة التي ظهرت تخرج من مرآب إقامة مملوكة له، إلا أن بايتاس تهرب من الجواب وصرح قائلا "القضايا ذات الطبيعة السياسية والتي تثار في الآونة الأخيرة، سوف نجد الفضاء الأمثل للتفاعل معها".
واعتبر العديد من المهتمين بهذه القضية، أن تهرب بايتاس عن تقديم أجوبة واضحة للجدل المثار بشأن "الشاحنة"، هو اعتراف ضمني بصحة ما يروج حولها، وإلا كان الوزير قد سارع إلى نفي ذلك بشكل قاطع دون انتظار "الفضاء الأمثل للتفاعل معها" حسب تعبيره.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :